● ـ مفهوم الحوار في ( اللغة ـ الاصطلاح ) .
● ـ مفهوم الحوار في اللغة .
* ـ أصل كلمة ( الحوار ) هو : ( الحاء ـ الواو ـ الراء ) ... وقد بين ابن فارس في ( معجم المقاييس في اللغة ) أن : ( الحاء والواو والراء ) ثلاثة أصول : أحدها لون ، والآخر الرجوع ، والثالث أن يدور الشيء دوراً (1) .
* ـ وتعود أصل كلمة الحوار إلى ( الحَوْر ) وهو الرجوع عن الشيء وإلى الشيء ، يقال : ( حار بعدما كار ) ، والحوْر النقصان بعد الزيادة لأنه رجوع من حال إلى حال ، وفي الحديث الشؤيف : ( نعوذ بالله من الحور بعد الكور ) (2) ... معناه من ( النقصان بعد الزيادة ) ، التحاور : التجاوب ، تقول : كلمته فما حار إلي جواباً ، أي : ما رد جواباً (3) ، قال الله تعالى : ( إنه ظن أن لن يحور ) ( الانشقاق : 14 ) ، أي : لن يرجع (4) ، وهم يتحاورون أي : يتراجعون الكلام ، والمحاورة : مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة (5) .
* ـ وفي أساس البلاغة : ( حاورته : راجعته الكلام ، وهو حسن الحوار ، وكلمته فما رد علي محورة ) (6) .
* ـ وفي القاموس المحيط ( تحاوروا : تراجعوا الكلام بينهم ) (7) .. وقد ورد ذلك أيضاَ في المعجم الوسيط ( .
* ـ أما في تاج العروس : فيقصد بالمحاورة ( المجاوبة ومراجعة النطق والكلام في المخاطبة ) (9) .
* ـ وقد ذهب آخرون إلى أن الحوار لغة : المجاوبة والمجادلة والمراجعة (10) .
(1) : أبو الحسين أحمد ابن فارس ، معجم المقاييس في اللغة ، ( بيروت : دار الفكر ، 1418هـ ) ص 287
(2) : صحيح الإمام مسلم ، الحج ، باب 75 ، الحديث 3340
(3) : ابن منظور جمال الدين محمد بن مكرم الأنصاري ، لسان العرب ( بيروت : دار صادر ، 1412هـ ) ، الجزء الخامس ، ص 297
(4) : محمد بن علي الشوكاني ، فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير ، راجعه وعلق عليه الشيخ : هشام البخاري، والشيخ : خضر عكاري ، الطبعة الأولى ( بيروت : المكتبة العصرية ، 1418هـ ) الجزء الخامس ، ص 515
(5) : ابن منظور ، مرجع سابق ، ص 218
(6) : جار الله محمود بن عمرالزمخشري ، أساس البلاغة ، ( بيروت : دار المعرفة ) ص 98
(7) : مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي ، القاموس المحيط ، ص 487
( : إبراهيم أنيس وآخرون ، المعجم الوسيط ، الطبعة الثانية ، ص 205
(9) : محمد مرتضى الزبيدي ، تاج العروس ، ( بيروت : دار الفكر ، 1414هـ ) الجزء السادس ، ص 317
(10) : يحي بن محمد زمزمي ، الحوار ؛ آدابه وضوابطه في ضوء الكتاب والسنة ، ط : 2 ( عمان : دار المعالي ، 1422هـ ) ص 32 . ● ـ مفهوم الحوار : في الاصطلاح .
* ـ الحوار هو : نوع من الحديث بين شخصين أو فريقين ، يتم فيه تداول الكلام بينهما بطريقة متكافئة فلا يستأثر به أحدهما دون الآخر ، ويغلب عليه الهدوء والبعد عن الخصومة والتعصب (1) .
* ـ الحوار هو : أن يتناول الحديث طرفان أو أكثر عن طريق السؤال والجواب ، بشرط وحدة الموضوع أو الهدف ، فيتبادلان النقاش حول أمر معين ، وقد يصلان إلى نتيجة وقد لا يقنع أحدهما الآخر ولكن السامع يأخذ العبرة ويكوّن لنفسه موقفاً (2) .
* ـ الحوار هو : محادثة بين شخصين أو فريقين ، حول موضوع محدد ، لكل منهما وجهة نظر خاصة به ، هدفها الوصول إلى الحقيقة ، أو إلى أكبر قدر ممكن من تطابق وجهات النظر ، بعيداً عن الخصومة أو التعصب ، بطريق يعتمد على العلم والعقل ، مع استعداد كلا الطرفين لقبول الحقيقة ولو ظهرت على يد الطرف الآخر (3) .
* ـ الحوار هو : حديث بين طرفين أو أكثر حول قضية معينة ، الهدف منها الوصول إلى الحقيقة ، بعيداً عن الخصومة والتعصب بل بطريقة علمية إقناعية ، ولا يُشترط فيها الحصول على نتائج فورية (4) .
* ـ الحوار هو : أدب تجاذب الحديث بشكل عام (5) ( تعريف موسع ) .
* ـ الحوار هو : تبادل الآراء بين طرفين بأسلوب علمي وصولاً إلى الحقيقة ... ( تعريف إجرائي ) .
[1) : الندوة العالمية للشباب الإسلامي ، في أصول الحوار ( الرياض : الندوة العالمية ، 1415هـ ) ص 11
(2) : عبدالرحمن النحلاوي ، أصول التربية الإسلامية وأساليبها ، الطبعة الثانية ( دمشق : دار الفكر ، 1995م ) ، ص 206
(3) : بسام عجك ، الحوار الإسلامي المسيحي ، ( دمشق : دار قتيبة ، 1418هـ ) ، ص 20
(4) : خالد بن محمد المغامسي ، الحوار آدابه وتطبيقاته في التربية الإسلامية ، ط 1 ( الرياض : مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ، 1425هـ ) ، ص 32
(5) : د. أحمد شحروري ، كيف نرسخ أدب الحوار والنقد ؟ ( الكويت : مجلة المجتمع ، العدد 1634 ) ص 48 .